اللعبة السياسية .. ومن يقودها في العراق -ج1- ؟؟؟
الإعلامي : بدر اليعقوبي
balyaakoubi@yahoo.com لايخفى على الجميع صغيرا كان أم كبيرا وفي بلد مثل العراق كيف تسييس السياسة الداخلية وكيف هي موثوقة بسلاسل خارجية مؤدلجة على نظام حسابي موحد يشمل العالم أجمع ، وهو بالطبع نظام شمولي يقتصر في بعض الأحيان على الدول التي لاقدرة لها على تسييس سياساتها مابين شخصها والمواطن الذي تود قيادته وتوجيهه أبتداءا من الداخل ومن ثم نحو الخارج المتلاطم الأمواج ، لذلك أرتأت الحاجة الى وضع سيناريوهات تلائم كل بلد وشعب وشخوص تناسب هذه الأدوار ..
بداية وقبل الخوض في معترك اللعبة السياسية ومن يقودها في العراق بصورة خاصة لابد من إعطاء نبذة مختصرة عن السياسة والتسييس ومفهومها الأكاديمي والعملي التصرفي للذين دخلوا هذه اللعبة مجددا من غير قيد أو شرط تحتم عليه إداراكها بصورة جيدة ومستقبلية : فلابد من التفريق بين" السياسة- باعتبارها علماً له مفاهيمه وقواعده " وبين " السياسة- باعتبارها ممارسة وتصرفات وقرارات " وإن كان من المنطقي أن تستند الثانية على الأولى ولكن جرى العمل على الانفصال بين السياسة العلمية والسياسة العملية وحيث أن السياسة العلمية هي التي نـَحتكُ بها يومياً فمن المنطقي أن نبدأ بتعريفها: فالسياسة بمعني Policy تعني رسم السياسة أو السياسة كخطة .
والسياسة بمعني politics تدور حول السياسات الفعلية والمطبقة وهي تعني : فن تحقيق الممكن في إطار الإمكانات المتاحة وفي إطار الواقع الموضوعي ويرتبط بها مجموعة من القيم مثل الذرائعية – الغاية تبرر الوسيلة – المصلحة الراشدة …الخ فلإعطاء صورة واضحة عنها يجب أن نتناول أمرين :
* تحديد مفهوم علم السياسة
* تحديد موضوعات علم السياسة .
1- مفهوم علم السياسة Concept of political science
هناك اتجاهين في تعريف علم السياسة وهما :
الأول : يعرفها بأنها علم الدولة أي ذلك العلم الذي يدرس الدولة : مفهومها ، تنظيمها ومؤسساتها ، وتشكيلاتها ، وممارستها ، وسياساتها .
هذه الدولة والتي هي جوهر دراسة علم السياسة تقوم علي الفصل بين نوعين من القيم هما :
أ- القيم المرتبطة بالناحية الدينية
ب- القيم المرتبطة بالظاهرة السياسية باعتبارها ظاهرة اجتماعية وضعية .
ولتتأسس الدولة – علي النوع الثاني – من القيم ويطلق عليها : الدولة القومية ، الدولة القانونية ، الدولة المدنية ، الدولة اللادينية العلمانية الخ وفقا لهذا الاتجاه يقتصر مفهوم السياسة علي تناول موضوع الدولة بأشكالها وتنظيماتها ومؤسساتها .. إضافة إلى ممارساتها وسياساتها .
الثاني : يعرفها بأنها علم السلطة أي ذلك الذي يدرس السلطة باعتبارها مفهوماً شاملاً يمتد إلى كافة الاجتماعات البشرية فمنذ وجد الإنسان علي ظهر الأرض والعيش مع الآخرين ضرورة تتطلبها الطبيعة الإنسانية وهي بدورها تفرض ضرورة وجود علاقات مبنية علي أساس التفاوت والاختلاف مما يتطلب وجود حقوق وواجبات والتزامات واختلافات بصدد كل هذه مما يفرض وجود سلطة فالسلطة وضع اجتماعي وهي علاقة بآخر فالسلطة إذن هي إحدى مسلمات الطبيعة البشرية ، يكمن سبب وجودها من شرعيتها في الهدف الذي تشكلت من أجله في المجتمع .
- 2 موضوعات علم السياسة subjects of political science
أ- النظرية السياسية : political theory
تعد النظرية السياسية باختصار محاولة بحثية للتوصل إلى القوانين والقواعد التي تحكم الحركة والتفاعلات السياسية المختلفة الداخلية أو الخارجية فهي محاولة لتقنين الظواهر السياسية وتفسيرها فهي مثلا تبحث في الشروط والقوانين الموضوعية التي تؤدي إلى حدوث ظواهر من قبيل :
الاستقرار السياسي – عقد تحالف سياسي كفء – إنجاح مظاهرة أو إضراب – تأسيس تنظيم سياسي عالى .. الخ
ب- الفكر السياسي : political thought
يعد الفكر السياسي محاولة للتأمل حول الكليات الكبرى التي تحكم الوجود السياسي مثل فكرة الحق ، قيمة العدالة ، قيمة المساواة ، قيمة الحرية ، قيمة التوحيد … الخ وسرد آراء ورؤية السياسيين مثل : الغزالى ، ابن أبي الربيع ، ابن تيمية .. حول قيمة العدالة ، أو قيمة الشورى .. الخ ويلاحظ أن لكل أمة تاريخها الفكري المتميز .
ج- النظم السياسية Political Systems
والنظام السياسي باختصار يشمل الفئات الحاكمة أو المشاركة في الحكم وهي تشمل بنائيا أو هيكليا ما يلي :
1- الدستور أو القانون الأساسي
2- رئيس البلاد أو القيادة السياسية عموماً
3- المؤسسات الدستورية الثلاث : التنفيذية ، القضائية ، التشريعية الي جانب الصحافة ( ويدرس في إطار النظام السياسي : الأحزاب السياسية ، جماعات الضغط أو المصلحة ، إضافة إلى الرأي العام( .
والنظم السياسة متنوعة وتصنف تصنيفات كثيرة من قبيل :" النظم البرلمانية / النظم الرئاسي / النظم المختلطة – وفقاً لطبيعة النظم هناك ديموقراطية ليبرالية / وهناك نظم استبدادية تسلطية .. الخ
والنظم السياسية تضع سياسات Policy أى برامج وخطط محددة وتسعي إلى تطبيقها في أوقات العمل فتكون هناك سياسات Politics تطبيقية أو عملية ومن خلال مقارنة المستويين نصل الي ما نسميه [سياسات مقارنة ]
ت- العلاقات الدولية : International relations
تعرف العلاقات الدولية بأنها عملية التبادل أو التفاعل Change , interaction بين الفاعلين الدوليين National actors والتي تتسم بنوع من أنواع الاعتماد المتبادل interdependence فالعلاقات الدولية تشمل أى عملية تبادل : اقتصادية وسياسية ، واجتماعية ، وثقافية … ألخ بين عدد من الفاعلين الدوليين : دولة . منظمة دولية ، حركة تحرير ، شركة متعددة الجنسية …. الخ . هذا التفاعل يتسم بظاهرة التأثير والتوافق بنفس الدرجة وفي نفس الاتجاه فإذا أصبح التأثير في اتجاه واحد وبكثافة عالية فإننا نصل الي درجة يطلق عليها [ ظاهرة التبعية ] وهي حالة موضوعية .
أما هيكل هذا التفاعل ومن يسيطر عليه تحديداً فإن هذا هو النظام الدولي .
وفي إطار العلاقات الدولية نستطيع أن نفهم السياسات الخارجية باعتبارها تصرفات وسلوكيات وتفاعل [ فاعل دولي محدد معين ] تجاه الآخرين من الفاعلين الدوليين .
وعلي ذلك فإن العلاقات الدولية هي مجموع السياسات الخارجية للدول والإطار القانوني الذي ينبغي أن يحكم العلاقات الدولية هو :
ث- القانون الدولي : Law of Nations :
فالقانون الدولي هو مجموعة القواعد التي تحكم سلوك وتصرفات أشخاص القانون الدولي في تطوره الحديث وأشخاص القانون الدولي هذه يمكن وصفها بالفاعلين الدوليين National actors ومصدر هذه القواعد المعاهدات الدولية ، العرف الدولي ….. الخ ويقوم علي تطبيق قواعد القانون الدولي إطار تنظيمي دولي نطلق عليه :
ح- التنظيم الدولي : National organization
فالتنظيم الدولي – باختصار – هو مجموعة المؤسسات أو المنظمات الدولية القائمة الآن وهي علي المستوى الدولي : الأمم المتحدة وتتكون بناءاً علي : الجمعية العامة – مجلس الأمن – الأمين العام إضافة إلي أجهزة كثيرة مساندة هي أجهزة ذات طابع اقتصادي : [ صندوق النقد الدولي ، المجلس الاقتصادي الاجتماعي ، اليونسكو .. الخ ] إضافة إلي أن هناك منظمات إقليمية مثل جامعة الدولة العربية ، منظمة الوحدة الإفريقية ، منظمة المؤتمر الإسلامي.
عزيزي القارئ : هذه نبذة عن مفهوم السياسة وكيف يمكن للذي أتجه صوبها أن يستفاد منها والذين ينون الدخول في هذا المعترك ، وفي البقية ما يُبهج ويُحزن ، ومايضحك ويُبكي ، فكونوا معي في المقالة التالية ، ومن يقود اللعبة السياسية في العراق ....